الأربعاء، 29 أغسطس 2012

تلخيص نظري لأثر الصراع الحضاري على الحراك الثوري


تلخيص نظري لأثر الصراع الحضاري على الحراك الثوري

السلام عليكم ورحمة الله

لأجل وضع النقاط على الحروف، فقد قمت بتلخيص موضوع "الحراك الثوري والصراع الحضاري"  النشور في هذه المدونة سابقا، ليكون على شكل نقاط متسلسلة وذلك لابراز النقاط الهامة وعلاقتها فيما بينها. الهدف من ذلك هو أن يستطيع القارئ فهم الموضوع وتصوره دون تطويل.
وإليكم تلخيص الموضوع كما يلي:

1.    صراع الحضارات قائم بين الأمم المختلفة وهو صراع حتمي ومستمر، والصراع الحضاري بين الإسلام والرأسمالية يصعد ويهبط ولكنه لا يتوقف. والحضارة عابرة لحدود الدول.
2.    صراع الحضارات كان ولا يزال مستمرا في بلاد المسلمين، لأن الفكر الذي فرضه الاستعمار هو فكر رأسمالي مستورد وحضارة فرضت زورا على واقع حضاري مخالف، بالقوة الاستعمارية القاهرة والاستبداد والقمع والجبروت.
3.    البعد الحضاري في الصراع عامل يغفله الكثيرون رغم وجوده وتأثيره على أفكار الناس وتوجهاتهم وسلوكهم، وهو واحد من العوامل والأسباب الهامة المحركة للثورات. والنظر للأمور من زاوية الصراع الحضاري يجعل رؤية النتائج والمآلات أكثر وضوحا وحتمية.
4.    الحضارة الإسلامية انكمشت ثم ضعفت ولكنها لم تزول رغم هدم دولة الخلافة، وبقيت كامنة في فؤاد الأمة الإسلامية، واتجهت نحو الصعود خلال العقود الماضية.
5.    عمق تأثير الإسلام في الأمة الإسلامية جعلها تصارع حضارة الغرب بنفسها وأحزابها الإسلامية. وصراع الحضارات هذا كان موجودا قبل حدوث الحراك الثوري، وقد ازداد أثناء الثورات وبعدها.
6.    لقد بدأت الحيوية تدب في الأمة الإسلامية إثر الهزات العنيفة التي مرت بها الأمة، وعادت ثقة المسلمين بحضارة الإسلام، وبدأت مؤشرات ذلك تظهر من خلال حالة الصحوة الإسلامية ونشوء حركات إسلامية متعددة، وانحياز الرأي العام لمن يرفع شعار الإسلام. فكان لا بد من حدوث التغيير.
7.    هناك مؤشرات على انكماش الحضارة الغربية في بلادها، وانكماشها وتراجعها بشكل كبير في العالم الإسلامي، وقد استنفدت الحضارة الرأسمالية أغراضها في بلادنا، فكان لا بد من تحرك شعوب الأمة في صراعها لبقايا هذه الحضارة. لتحل محلها حضارة الإسلام.
8.    أحداث 11-9 -2001 وإعلان امريكا الحرب على الإرهاب ومشروعها الإمبراطوري في العالم كان إذكاءً وتسريعا للصراع الحضاري بين الغرب والمسلمين، وأدى إلى انحياز المسلمين نحو حضارتهم.
9.    التغيير يأتي من قبل الناس في نفوسهم أولا وكنتيجة سببية يغير الله ما بهم من حال رفضوه إلى حال جديد أرادوه، التغيير الحضاري يكون في العادة بطيئا لكنه يكون تغييرا أكيدا وعميق الجذور.
10. عندما لا يحدث التغيير طبيعيا وتبلغ الأمور حد التأزم عند طغيان الفساد، لا بد حينها من نبذ هذا الاختلال وإحداث التغيير، لأن سنة الله تقضي بسرعة هلاك الظالمين وعقوبتهم في الدنيا.
11. إحداث التغير بالثورة يأتي بفعل عوامل داخلية وخارجية كثيرة ومنها شدة الظلم والتجبر والفساد وفقدان الكرامة والحرب على فكر الأمة وهويتها وحضارتها.
12. الصراع التدافعي بين الأمة وحكامها بهدف إزالة الظلم والظالمين يحدث عند وصول الظلم والتجبر من الحكام إلى حد الأزمة المحرك للثورة. وهذه الثورة سنة ربانية تحدث بوجود أسبابها.
13. الحراك الثوري الهادف لإزالة ظلم الأنظمة، يعبر بشكل جلي عن السعي لهدم الأنظمة التي تمثل أذرع حضارة الغرب، وتعبر عن انحسار حضارة الغرب في نفوس المسلمين وسعي الأمة نحو البديل الحضاري الأمثل.
14. الحكومات العميلة لم تدرك طبيعة مرحلة الصراع التي تعيشها الأمة، وتظن أن قوتها العسكرية وأمنها ومخابراتها كافية لحماية عروشها في وجه غضب شعوبها.
15. غضب الشعوب وصل أوجه نتيجة لأسباب متعددة من أهمها شعورهم بالظلم والفساد وبجبروت الحكام وتخاذلهم أمام الدول الرأسمالية الظالمة وخذلان أهل فلسطين وغيرها من الأسباب، ولكنها شروط غير كافية لحدوث الثورة وهي بحاجة إلى اسباب هامة مثل وجود شرارة ورؤية لفكر بديل.
16. شروط الثورة كانت كامنة في تونس، وأضيف إليها صراع حضاري شديد بإعلان النظام البائد الحرب على الإسلام وحملة دعوته بالدعوة السافرة إلى العلمانية الملحدة وإغلاق المساجد والتضييق على مصليها ومحاربة الحجاب وغير ذلك من البلايا.
17. شرارة الحراك الثوري كانت من تونس لأن جرعة الصراع الحضاري بالإضافة إلى كافة أشكال الظلم فيها قد بلغ مبلغه، وتحرك الناس لوجود أفق للتغيير وفق رؤية حضارية بديلة عن حضارة الغرب.
18. كسرت الشعوب حاجز الخوف وكل الحواجز التي تقف في طريقها فحدثت الثورة، وكان حراكها بشكل جماعي وعفوي من قبل المسلمين في تونس، ثم انتقلت إلى البلدان المجاورة بتأثرها بثورة تونس ولوجود شروط كامنة للثورة فيها.
19. المرحلة التي نمر بها هي مرحلة تصفية الحكم الجبري الطاغوتي الظالم، وتكون فرصة الإسلاميين الوسطيين لتولي الحكم خلالها كبيرة ولكن الأمور حضاريا سرعان ما ستتجاوزهم، وسيتبعها حتما مرحلة حضارية جديدة هي مرحلة الخلافة الراشدة إن شاء الله.
يوسف الساريسي
في 28/8/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لك على التعليق