الأحد، 12 أغسطس 2012

الربط الاسترجاعي والربط الذكي في الدماغ

الربط الاسترجاعي والربط الذكي في الدماغ


يستخدِم الدماغ في عملية التمييز الغريزي التي تجري عند الإنسان والحيوان بعض "قوانين عمليات الدماغ" والتي هي مفطورة في هذا الدماغ، ومنها القدرة على تخزين الإحساس في الذاكرة واسترجاعه. ويتفوق الإنسان على الحيوان بكون عملية أن الدماغ لديه صالح للربط بمعنى أن الربط لديه يشمل استخدام جميع "قوانين عمليات الدماغ" وخصوصا قدرته على تكوين النماذج الفكرية أي تركيب معلومات جديدة من المعلومات السابقة وتذكرها.

إن تعلم الأطفال اللغة الأولى يحدث بدون الحاجة إلى معلومات سابقة أي بدون عملية تفكير، وذلك بالاعتماد على بعض "قوانين العمليات الدماغية" ومنها عملية الربط الاسترجاعي. فيستطيع الطفل بواسطة عملية الاسترجاع بوجود خاصية الربط في دماغه واستخدام جميع العمليات الدماغية إلى درجة ما، أن يُكوّن "معلومات" معينة من مجموع ما يحسه وما يسترجعه من إحساسات فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية، فيعرف من تكرار إعطائه التفاحة والحجر، أن التفاحة تؤكل والحجر لا يؤكل، ويعرف من تكرار المشاهدة قدرة الخشب أن يعوم فوق الماء.

وباستخدام عملية الربط الاسترجاعي يعرف من تكرار سماعه لكلمة حجر أو لفظة تفاحة مثلا مقترنة كل كلمة بإحساسه بعين الشيء، أن هذا الشيء اسمه حجر وذاك الشيء الآخر يسمى تفاحة، فيحصل لديه ربط بين الأشياء وأسمائها. ويعرف كذلك إنه إذا سمع بكلمة "ألم" مقترنة بإحساسه بالألم من جرح السكين أو من حرق النار أو من ضرب الوالد له، عرف معنى الألم المقترن بتكرار اللفظ المشترك الجامع لهذا المعنى. ويعرف من حنو ورحمة أمه وأبيه عليه ورعايتهما له وما يحسه كذلك من نفس المعاملة من أقاربه يعرف معنى كلمة "المحبة" عند اقتران ذلك التصرف مع لفظة مشتركة هي الحب، وهكذا يبدأ بتحصيل اللغة بربط الألفاظ بالمعاني التي يتصورها آنذاك، أي ربط الأسماء بالمسميات.

وبعد تحصيل ثروة لغوية كافية من الأسماء والمسميات، يصبح مالكا للوسيلة اللازمة أي اللغة لتلقي المعلومات السابقة ويصبح جاهزا للتفكير. وبتلقي الإنسان معلومات سابقة ممن حوله بواسطة اللغة متعلقة بواقع معين فإنه عند إحساسه بهذا الواقع يقوم بعملية التفكير فيه أي إنتاج الفكر بالحكم عليه، وهذه العملية تخضع لقوانين عمليات الدماغ بما نسميه عملية الربط الفكري التي هي جوهر التفكير.

فما هو واقع عملية الربط هذه والتي تشكل الاختلاف الجوهري بين فكر الإنسان والتمييز الغريزي لدى الحيوان؟ ولكن قبل الإجابة لا بد من توضيح الفرق بين أنواع المعلومات أو المعرفة التي يحصل عليها الإنسان بحواسه:

1- معرفة حسية (حس فقط): تأتي مباشرة من الإحساس بوجود الأشياء وبعض صفاتها والظواهر المرتبطة بها وهي قطعية
2- معرفة تمييزية استرجاعية (حس وربط استرجاعي فقط): تأتي من تفاعل الحس بقوانين عمليات الربط الدماغية واسترجاعها وهذه المعرفة على شكلين:
ا- طبيعية فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية فيعرف أن التفاحة تؤكل والحجر لا يؤكل.
ب- تقليد ومحاكاة ما يحس به في الأمور غير المتعلقة بالغريزة بتكرار الإحساس والاسترجاع، فالأطفال باستخدام جميع قوانين العمليات الدماغية يستطيعون تعلم اللغة الأولى في حين لا يستطيع الحيوان ذلك لفقدان دماغه بعض قوانين العمليات الدماغية المتطورة.
3- معرفة علمية فكرية (حس وربط ومعلومات سابقة): تأتي من تفاعل الحس مع معلومات أسبق منها بقوانين عمليات الربط الدماغية لتركيب معرفة جديدة منها كتعلم الكتابة والقراءة ولغة ثانية.

وهنا يرد سؤال وهو هل يمكن تكوين معرفة علمية بدون معلومات سابقة بواسطة الربط الاسترجاعي فقط؟

إن المعرفة الناتجة من عملية الربط الاسترجاعي لا توجد علما بل معرفة تمييزية، فيستطيع الإنسان من التفاعل بين الحس وقوانين عمليات الربط الدماغية أن ينتج معرفة أولية تمييزية، يعرف بها ما يشبع جوعاته وينفعه ويعرف ما يجب أن يتجنبه مما يضر وما لا يشبع طاقته الحيوية. ولكن هذه المعرفة لا يمكن أن تتطور إلى معرفة علمية تصلح للتفكير الذكي لفقدانها معلومات أساسية تتعلق بمعلومات أساسية عن الواقع المراد التفكير فيه لتكوين معنى جديد لتفسير هذا الواقع، أي أن التفكير في واقع معين بحاجة إلى نماذج معرفية فكرية تتعلق بهذا الواقع وليس إلى مجرد معرفة تمييزية أو إلى مطلق معرفة عن أي شيء آخر، وذلك مثل تعلم كتابة السريانية وقراءتها والتي هي بحاجة إلى المعلومات السابقة عن هذه اللغة وشكل أحرفها وربط ذلك بكيفية لفظ هذه الأحرف وكلماتها وجملها.

فمن أين تأتي النماذج المعرفية الفكرية (المعلومات السابقة) التي تتعلق بالواقع المراد التفكير فيه؟

إن المعلومات السابقة عن واقع معين والتي لا يملكها دماغ الإنسان ابتداء، ولا يمكن أخذها من عملية الربط الاسترجاعي، بل لا بد أن تأتي من غيره بالتلقي والتعلم، ولكن هذين الأمرين يحتاجان إلى واسطة تصلح لاحتواء المعاني المطلوبة أي المعرفة العلمية ويمكن تناقل هذه المعرفة بين البشر، ونعلم أن هذه الواسطة الصالحة هي اللغة كما ذكر سابقا. فيستطيع الطفل باللغة أن يتعلم ويتلقى المعرفة العلمية البسيطة ويبدأ بربط هذه المعرفة الجديدة بالمعرفة الأولية التمييزية التي لديه أي من المعاني اللغوية البسيطة التي يملكها بالربط الاسترجاعي، وذلك للبناء عليها من خلال تركيب معاني متطورة ومعقدة من مجموع معاني أبسط منها يملكها سابقا، أي يستطيع تكوين نماذج فكرية متطورة يخزنها في الدماغ في ملف فكري يعرِّفه بهوية جديدة من خلال اسم لغوي تلقاه من غيره أي ممن حوله، وهذه المعاني الجديدة المركبة من معاني أسبق منها نسميها المعلومات أو المعرفة الفكرية.

وهكذا نرى كيف تتم عملية تشكيل وبرمجة فكر الطفل بواسطة اللغة، فلولا اللغة لما استطاع الإنسان القيام بعمليات التفكير الذكية لأنه لا يمكنه الحصول على المعلومات السابقة اللازمة للتفكير الذكي إلا باللغة.

وهنا نعود للجواب عن السؤال حول واقع عملية الربط الذكي التي تشكل الاختلاف الجوهري بين فكر الإنسان والتمييز الغريزي لدى الحيوان؟     
      
عملية الربط الفكري

للجواب عن السؤال السابق حول "ما هو واقع عملية الربط الفكري التي تشكل الاختلاف الجوهري بين فكر الإنسان والتمييز الغريزي لدى الحيوان؟" يكون الشرح والتفصيل كما يلي:

إن تعريف عملية التفكير كما وردت في كتاب "التفكير" للشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى وأثابه وجزاه خير الجزاء، هي كما يلي:

(وعلى ذلك فإن الطريق المستقيم الذي يؤدي إلى معرفة معنى العقل معرفة يقينية جازمة هو أنه لا بد من وجود أربعة أشياء حتى تتم العملية العقلية أي حتى يوجد العقل أو الفكر. فلا بد من وجود واقع، ولا بد من وجود دماغ صالح، ولا بد من وجود حس، ولا بد من وجود معلومات سابقة. فهذه الأربعة مجتمعة لا بد من تحققها جميعها وتحقق اجتماعها، حتى تتم العملية العقلية، أي حتى يوجد عقل أو فكر أو إدراك.
وعليه فالعقل أو الفكر أو الإدراك هو: نقل الحس بالواقع بواسطة الحواس إلى الدماغ ووجود معلومات سابقة يفسَّر بواسطتها هذا الواقع.)

ونلاحظ من هذا التعريف أن جوهر عملية التفكير هو التفسير، أي أن التفكير يعني تفسير الواقع. فما هي حقيقة التفسير؟

التفسير: هو جمـــع ألفاظ أشكلت بلفظ لا إشكال فيه، أي أنه لفظ ظاهر وواضح وفصيح بيين معنى لفظ غامض، ويفهم منه مراد المتكلم ودافعه وقصده، أو التفسير يأتي بمعنى التأويل أي توقع نتيجة الأمور. وما ينتج من التفسير أنه يزيل الخلط والتمويه والتستر والحيرة والاشتباه والتشكك في النفس. وبكلمات أخرى فإن التفسير يعـنـي وجود واقع غامض ومشكل ومحير في الذهن، يراد إظهار وتوضيح حقيقته ومعناه وما ينتج عن الانتفاع به بمقارنته بما يشبهه من الأمور الواضحة. إذن فخلاصة التفسير تقتضي أن يتم الجمع (الربط) بين معنى واقع فيه إشكال بمعنى آخر متصور في الذهن لا إشكال فيه.

أما واقع المعنى: فهو ظهور ووضوح صورة شيء ما في الذهن. ويتم إظهار المعنى بتمثيل الشيء الغامض بشيء آخر يشبهه يكون واضحا ومعروفا متصورا في الذهن، ووجه الشبه بينهما يكون باشتراكهما في صفة أو مظهر شكلي أو شروط محيطة ... وغير ذلك.

فنلاحظ هنا أن التفسير هو ربط بين معنى واقع معين فيه إشكال بمعنى آخر متصور في الذهن لا إشكال فيه. وهذا بالضبط ما نلاحظه من فهمنا لواقع عملية التفكير إذ إن المسألة هي في جوهرها هي عملية ربط فكري. يقول الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى في كتاب التفكير: "بل الذي يدل على أن هناك عقلاً أو فكراً، ويكون عملية عقلية حقاً، إنّما هو الحكم على الأشياء ما هي، والحكم على الأشياء ما هي لا يتم إلاّ بعملية ربط. وربطٌ بمعلومات سابقة. ومن هنا كان لا بد من وجود معلومات سابقة لأية عملية ربط حتى يوجد العقل أو الفكر، أي حتى تكون العملية العقلية".

ومن ذلك نستنتج أن معنى التفكير هو التفسير وهو عملية الربط الفكري الذكي في الدماغ، وهذه العملية تتم كالتالي:

الواقع الخارجي: أمر محسوس غامض في الذهن لا معنى له. (يوجد حيرة وتشكك والتباس في النفس)
النتيجة المطلوبة: فهم الواقع بإظهار وتوضيح صورته في الذهن.
الكيفية: ربط هذا الواقع بـنماذج فكرية لها معنى وواضحة في الذهن (معلومات سابقة) بإيجاد المشترك والشبه بين الواقع الغامض وواقع آخر واضح. ويتم ذلك باتباع الخطوات التالية:

1. تحليل الواقع الغامض إلى أجزاء بسيطة أي فكفكة وإزالة الروابط بين أجزاء هذا الشيء
2. استحضار أمور لها معنى واضح في الذهن من الذاكرة تشبه وتشترك مع الأجزاء المفككة في صفة أو مظهر شكلي أو شروط محيطة...الخ.
3. تجميع الأجزاء التي أصبحت واضحة في الذهن أي إعادة تركيبها بإيجاد روابط تجمعها معا كرابطة الاشتراك أو رابطة السببية أو غيرها.
4. إنتاج وتشكيل نموذج فكري ذي معنى جديد واضح في الذهن لهذا الكيان المترابط (الحكم على الواقع)

ومن ما ورد أعلاه نستطيع استخلاص واقع عملية الربط الفكري بالقول:

الربط الفكري هو تفسير واقع محسوس غامض ليس له معنى في الذهن بتوضيح صورته من خلال عملية تحليل هذا الشيء إلى أجزاء أبسط لها نماذج مشابهة وواضحة يعرفها الدماغ (معلومات سابقة) ثم تركيب هذه الأجزاء بربطها معا ككيان واحد لتشكيل نموذج ومعنى جديد لهذا الواقع

أمثلة:
ولنأخذ بعض الأمثلة للتوضيح الموضوع وهي نموذجان (مضخة مائية وسيارة) ولدينا هنا واقع يراد الحكم عليه لمن لا يعرفه، وفق الطريقة العقلية بالربط الفكري لتفسير كل من الواقعين:

المثال الأول (مضخة ماء):

لنفترض أنك لا تعرف ما هي مضخة الماء ونرى كيف يتم التفكير بها والحكم عليها بتفسيرها بالربط الفكري من خلال التحليل والتركيب. فنقول إن مضخة الماء هي آلة تستخدم لرفع الماء من مكان منخفض إلى منسوب أعلى بسرعة. وهذا هو المعنى والنموذج المراد تشكيله في الدماغ.

ونبدأ بتحليل هذا الشيء وهو المضخة إلى الأجزاء المكونة لها وهي: أنبوب شفط داخل مجمع مياه، أنبوب مخرج متصل بأنبوب آخر لتوصيل المياه إلى المكان البعيد ذو المنسوب الأعلى، محور دائري من الحديد، مروحة ذات فراشات، جسم حديدي مجوَّف لولبي، محرك يولد عزم دوران.

أما الأمور التي لها معنى واضح في الذهن تشبه وتشترك مع الأجزاء المفككة فهي قضيب طويل يشبه المحور الدائري، مروحة تدفع الهواء ذات فراشات، قشرة حيوان الحلزون ذات الشكل اللولبي، أنبوب أو ماسورة مجوفة واسطوانية طويلة، بئر ماء غائر في الأرض، خزان مياه فوق جبل.

ولفهم المعنى النموذجي للمضخة لا بد من تجميع الأجزاء التي هي واضحة في الذهن أي إعادة تركيبها بإيجاد روابط تجمعها معا، وذلك يكون بتصور المعنى العام أي الهدف من المضخة بما يشبهه، مثل تصور بكرة فوق بئر ماء يلقى الدلو إلى الماء في الأسفل ليملأ ثم يسحب بالحبل (السبب) ليرفع الماء إلى الأعلى بواسطة الدلو ويصب في وعاء أكبر حوض ماء.

ولتركيب صورة آلة رفع الماء أي المضخة فإن أنبوب الشفط داخل بئر الماء يكون غاطسا في الماء كما يغطس الدلو، ثم يرفع الماء إلى أعلى بفعل دوران فراش المروحة كما تدور البكرة حول محورها. والذي يدير البكرة هي قوة يد الإنسان فيما يدير مروحة المضخة حول محورها محرك يعطيها القوة اللازمة للدوران. ويدفع الماء الواصل إلى تجويف جسم المضخة الحلزوني إلى الأنبوب الخارج من المضخة بقوة بواسطة طاقة دوران المروحة، فيندفع الماء في الأنبوب المتصل بمخرج المضخة ليصب أخيرا في حوض كبير أي خزان للمياه.

وبهذا الربط وتركيب المعاني البسيطة معا يتم إنتاج وتشكيل نموذج فكري ذي معنى جديد واضح في الذهن لهذا الكيان المترابط وهو مضخة رفع الماء وهذا المعنى الجديد هو الحكم الذي أصدره العقل وفسر به واقع وحقيقة مضخة الماء. وتم تخزين هذا المعنى للمضخة في ملف جديد في الذهن باستخدام مصطلح جديد اسمه "مضخة الماء"، أي وجد نموذج في ذاكرة الدماغ يتم تذكره واسترجاعه لاحقا من هذه الذاكرة لتركيب معاني أخرى جديدة بالاستناد إلى هذه المعلومة التي ستصبح معلومة سابقة لغيرها. وذلك مثل تصور معنى جديد لإسم جديد هو "التوربين" الذي يولد الطاقة الكهربائية من شلال المياه. ويتم ذلك بعكس مفهوم ومعنى المضخة التي هي الآن معلومة سابقة في النموذج الفكري المتصور بصورة واضحة في الذهن.

المثال الثاني (السيارة):

وهي وسيلة تهدف إلى نقل الناس والبضائع من مكان لآخر بسرعة وراحة (المعنى هنا هو الهدف) والأجزاء الأساسية في السيارة هي عجلات ومحرك وحامل أساسي للأوزان وروابط بينها وما يتعلق بذلك من طاقة لازمة للمحرك والتحكم في سرعته وتوقيفه وسيطرة على اتجاه العجلات.

عملية تحليل الأجزاء إلى نماذج ذهنية لها معاني معروفة (معلومات سابقة): عجل دائري وعملية حركته الدورانية إلى الأمام، حصان يجر شيئا خلفه بقوة، كرسي يجلس عليه شخص، وعاء يحتوي البضاعة، باب، زجاج، قضيب دائري، حامل حديد، كابح احتكاك، ضوء، مسامير وبراغي ومرابط لربط الأجزاء المختلفة...الخ

عملية التركيب: ربط العجلات بقضبان دائرية وجلوس الحامل الرئيسي من الحديد فوقها بروابط ملائمة ثم حملها للكراسي ووعاء البضائع بروابط ملائمة ثم جلوس الركاب عليها. وتصور المحرك الدافع للأمام وحاجة المحرك إلى طاقة دافعة من الوقود وتصور سائق ويتحكم في بدء الحركة والسرعة والوقوف والاتجاه. فيتشكل النموذج الجديد في الذهن لـ "اسم" جديد هو "السيارة" ويتشكل "مسماه" أي معناه أو هدفه وهو وسيلة نقل الأشخاص والبضائع من مكان إلى آخر بسرعة وراحة. وبذلك تم تفسير واقع السيارة هذا والحكم عليه وإيجاد نموذج له في ذاكرة الدماغ يتم تذكره واسترجاعه لاحقا لتركيب معاني أخرى جديدة.

وإذا كان هناك جزء من أجزاء السيارة بعد تحليلها ليس له نموذج معروف المعنى (معلومة سابقة) كالمحرك مثلا، فإنه يجب أن تتم عملية تشكيل نموذج جديد له أولا، وذلك من خلال تصور عملية سحب الحصان للعربة ودوران عجلاتها خلفه إلى الأمام باندفاع سريع، ثم تصور المحرك كبديل لجر الحصان وذلك بتصور أن دوران العجلات يتسبب عن دوران المحرك ونقله الحركة إلى هذه العجلات من خلال روابط ناقلة ملائمة. ليتم تكوين معنى جديد لمسمى المحرك ويختزن في الدماغ تحت ملف جديد اسمه المحرك أو الموتور فتتشكل منه معلومة سابقة.

تم نشر الموضوع في منتدى العقاب في شهر 1/2006 والرابط كما يلي:

والسلام عليكم

هناك تعليق واحد:

شكرا لك على التعليق