الاثنين، 6 أغسطس 2012

معالم في تفسير القران الكريم - قصة سليمان عليه السلام


معالم في تفسير القران الكريم

حلقات بحث نقاشية مختارة

هدف النقاش:



تفسير القصص القراني: قصة النبي سليمان عليه السلام انموذجا

انه ومن المسلم به، وحسب القران نفسه، فان القصص والاخبار انما هي للعبرة والموعظة وتثبيت النفس على طريق حمل الدعوة الشاق والطويل الذي لا ينهيه الا انتهاء الاجل. الا انه يمكن تثبيت جملة قواعد لا غنى عنها لاي مهتم بتدبر القران الكريم يمكن تسميتها بالقواعد الذهبية لتفسير النص القراني.



القواعد الذهبية لتفسير القصص القراني



اولا: تحديد الاطار العام للقصة

وبالتدقيق في قصة النبي والملك سليمان نجد النقاط التالية التي تحدد الاطار العام للقصة ومراد الله منها:

  1. ان القصة هي لاخذ العبرة والعظة لكل صاحب جاه او سلطان او ملك.
  2. ان القصة تعرض وسيلة حمل الدعوة تركيزا على القوة والطلب.
  3. التركيز على ضرورة قيام كل من ملكه الله ارضا (نبيا كان ام ملكا ام خليفة) بتسخير كل الامكانيات المتاحة بين يديه للجهاد وادخال الناس في الاسلام وتوسيع ملكه لمن حوله بما يحمل من بيان لكيفية حمل الرسالة والنبوة للامم والشعوب الاخرى بهذه الكيفية وهي للمسلمين من باب اولى وهو ما ينبغي بحثه بالنسبة للانبياء والرسل السابقين. وتجدر الاشارة الى ان ملك سليمان عليه السلام كان بالاساس في الارض المباركة والتي تحدد جغرافيا بين الشام الا انه راح يوسع ملكه الى اليمن حتى بات ملكه يضم ما بين الشام واليمن بشكل مرجح.
  4. تعرض القصة وسيلة الحكم الصالح ووسيلة القتال من اجل دعوة الرسل.



ثانيا: ضرورة وجوب النظر الى الكليات والسياق والاطار العام الذي يجري تحديده ثم ربط ذلك كله حتميا ووجوبيا مع التفاصيل الواردة في القصة او الخبر. وهذا يتضمن:

1.      استمرار ربط القصة بتسخير النبي او الملك او الخليفة بتسخير ما ملكه الله لحمل الرسالة.

2.      عدم ازعاج النفس بالجزئيات وتلمس الاسرائيليات في التفسير او الابحاث الجغرافية او العلمية لان هذا يخرج عن مراد الله كالنقاش في مسألة اسم النملة وغياب الهدد وعقوبة الهدد .

3.      الاستناد فقط الى الاحاديث الشريفة الصحيحة والاخبار الصحيحة في المسائل الجزئية على وجه التحديد والتخصيص وعدم الاكتراث بما سواها.



ثالثا: التقاط واستنباط وتعيين النماذج العامة المفيدة للمسلمين في عصرهم الحالي من وراء كل قصة وايضا وضع الاصبع على قضايا ذات جدوى للنقاش وردت او اوحت اليها القصة مثل:

1.      تلخيص ان القران الكريم من وراء سرد قصة سليمان عليه السلام يقدم نموذجا للحاكم المسلم بتسخير هذا الملك والقوة في سبيل حمل الدعوة للغير حيث قصة مع بلقيس مثال عظيم لتأكيد ذلك.

2.      ان حمل الرسالة والدعوة يكون بالطلب والمبادأة والقتال.

3.      من القضايا التي تبرز لمزيد من التوضيح والنقاش من خلال القصة قيد البحث ما يلي:

·         هل سيدنا سليمان نبي او رسول والفرق بينها.

·         هل كلف سليمان بحمل دعوته لغير بني اسرائيل وكيف تفسر مسألة الواقعة مع بلقيس.

·         كيف توصل الهدد الى وجود الله من خلال رؤيته ومشاهدته لاهل سبأ وملكتهم اللذين يسجدون للشمس من دون الله.

·         استكشاف اسباب النصر وهي: اسباب الدنيا المادية (الامكانيات والقوى)، والمعنوية (وجود الفكرة الصائبة او تقلبات الطقس ونحوهما).

·         منطق الفطرة عند الطيور باستهجان وجود ملك (امرأة) لان الفطرة السليمة تنحو الى ان الملك يجب ان يكون ذكرا.

رابعا: تحديد فيما اذا كان السياق اهم ام التركيب اهم او اللفظ الواحد اهم في كل واحدة من الايات قيد البحث مثل:

  • مراجعة وتحديد وبناء المفهوم لالفاظ مثل: النبأ والعرش وتكلم النملة والحكم فيما اذا كانت اللفظة هي الاهم التي يجدر التركيز عليها ام ان السياق هو الاهم ام التركيب هو الاهم.

خامسا: الارتقاء بالتفكير في النص القراني وتطبيق مفهوم التدبر والذي يعني البحث باستمرار في العواقب والنتائج، والاسباب ومسبباتها لالتقاط العبرة والتي هي سنن الحياة وقوانين الاجتماع البشري التي لا تتخلف الا بمعجزة.

كما وان التفكير انواع: سطحي وعميق ومستنير، فان رديف تلك التصنيفات والعامل الموضوعي لتفكير الناس بالنصوص له ايضا ثلاث مستويات:

  • السطحي ويقابله الحديث عن الاشخاص وشخصنة الحديث والنقاش : ومن يقع في هذا المنزلق فانه لا ينظر مثلا الى الحالكم بوصفه حاكما وانما ينظر اليه ويقيمه بوصفه الشخصي وعلاقته الشخصية.
  • العميق ويقابله التركيز على الاشياء كان يتم التركيز وحصر النقاش في  الشوارع والسيارات.
  • المستنير ويقابله التركيز على الافكار والعموميات وربط الاسباب بمسبباتها واخذ العبر.



ان العبرة يمكن تعريفها بانها السنة والقانون الذي ينتج من خلال عملية الربط بين السبب والنتيجة. فالربط بين النتيجة والعاقبة وبين مقدماتها اقصد اسبابها ان هذا الرابط هو العبرة او السنة او القانون بما يعني ضرورة التركيز على دلالات التراكيب في النص القراني وليس دلالة الافاظ وحدها.





سادسا: مراجعة التفاسير المختلفة والتدقيق في منهجها طبقا للقواعد التي جرى تحديدها والاستناد الى اسباب النزول وكتب اللغة.



تمثل القواعد الخمس السابقة المنتهي من بيانها للتو المفاتيح التي بدونها يضطرب الفهم ويتجه الى مربعات لا اهمية ترجى من وراء اثارتها سوى اضاعة الوقت ناهيك عن اثارة قضايا لا يمكن اقفالها ولا البت فيها.



خطوط عريضة في التفسير

نقاش اولي واثارة قضايا بحاجة للتعمق

  • في مدلول لفظ "النبي"

الاصل هو الانباء، و النبأ هو (التحدث) للناس و(اخبارهم) عن امور وقضايا مستقبلية وعما سيأتيهم في قادم الايام يوم القيامة بالاستناد على تتبع كلمة الانباء في ايات القران الكريم حيث تكاد تتنجه الى التركيز على اخبار الغيب. و (النبي) هو الشخص الذي يأتي بخبر غائب عن الناس في الحاضر او المستقبل. ويمكن القول بان تعريف (النبأ) : خبر مغيب عن الناس غاب في الحاضر او لا يعلمونه مستقبلا.

التوصية: بحث مدلول لفظي: (النبأ) و (الخبر) وتعلقهما بالماضي او الحاضر او المستقبل من خلال تتبع ايات القران الكريم واحاديث النبي صلى الله عليه واله ومن الشعر الجاهلي.

  • المحكم والمتشابه

"فيه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات، فالذين في قلوبهم مرض يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، ولا يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم"

يوجد فهم بحاجة للمراجعة حول مفهوم المحكم والمتشابه اذا يشاع ان المحكم هو قطعي الدلالة والمتشابه هو ظني الدلالة طبقا للاية. وبالتدقيق نجد ان هذا اطلاق للحكم على غير بصيرة اذا يمكن ربط المتشابه بانه كل امر غيبي ظني الدلالة، فالمتشابه هو: الغيب ظني الدلالة غير المقطوع لانه لا يمكن اثباته في الواقع وقد لا يتم اثباته بتحققه ورؤيته في الواقع. لذلك التدقيق في سياق الاية يبرهن ربط المتشابه بـ "الفتنة"  والتي هي صد الناس عن الدين من خلال التشكيك في معنى الايات خاصة تلك التي تتعلق بالغيب، فيقومون باثارة قضية تتصل بالغيب لان طبيعة القضايا الغيبية لا يمكن التحقق منها لانها بكل بساطة تندرج في الماورائيات.



وهنا تدخل لفظة اخرى على الموضوع وهي لفظ: "التأويل" والتي نستطيع تحديد مضمونها ومعناها طبقا للاستخدام القراني بتعريف التأويل بانه: تحقق الرؤية المستقبلية الغيبية في الواقع مع ظهور اثباتها وبرهنتها، فالتأويل هو النتيجة، وهو العاقبة، وهو نتيجة التدبر، والذي يعني دبر الشيء اي اخره ومنتهاه اي نتيجته. والمتشابه بهذا المعنى لا يمكن اثباته في الواقع فيحصل اللبس والفتنة والصد عن الدين دون القدرة من التحقق منه لان موضوع المتشابه هو الغيب مثل "يد الله" وسمعه وسائر صفاته واسمائه وعرشه. فلا يمكن التحقق منه لانه لا يمكن اثباته في الواقع بل لا يمكن ترجيح احد طرفيه المتعارضين لانها تتضمن امرا غيبيا. اما الحقيقة التي عليها الامر الغيبي فلا احد يعلمها الا الله. لذلك، فان معنى التأويل هو: كل اخبار عن امر مستقبلي.



والخلاصة هي انه رغم معرفة البشر معنى المتشابه الا ان تأويله لا يمكن معرفته الا من الله تعالى بسبب السمة الغيبية. التوصية هي هنا في ضرورة افراد بحث لتفسير الاية الكريمة مع استعراض معنى المحكم والمتشابه الواردة في القران.



تفسير قصة سليمان عليه السلام



لا بد باستمرار من مراجعة اسباب نزول السور والايات لان لها اضافة غنية وتوجيه هام في ادراك مراد الله من ايات القران وبما يجب اعتباره قاعدة حاسمة ومهمة. وبالرجوع الى كتاب ابو بكر الرازي، فانه يفيد بان ثلاث سور نزلت دفعة واحدة هي: الشعراء والقصص (بفتح الصاد) والنمل (بتسكين الميم) وهي سور مكية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لك على التعليق