الخميس، 23 أغسطس 2012

لزوم المعلومات السابقة لعملية التفكير


السلام عليكم

هناك عدة أسئلة لا بد لنا من الإجابة عليها لفهم موضوع المعلومات السابقة ومنها الآتية:

لماذا يوجد أهمية للمعلومات السابقة في التفكير؟

كيف يتلقى الإنسان المعلومات السابقة؟

لماذا نحتاج المعلومات السابقة للتفكير؟

وللجواب عليها نذكر النقاط التالية:

1.       تعريف التفكير: نقل الحس بالواقع بواسطة الحواس إلى الدماغ ووجود معلومات سابقة يفسَّر بواسطتها هذا الواقع.

2.       أحد الشروط الضرورية للتفكير اللازم لتفسير الواقع والحكم عليه، هو وجود معلومات سابقة تتعلق بالواقع، وبدون المعلومات السابقة لا يمكن تفسير الواقع وفهمه أي لتكوين معنى ذهني جديد لفهم الواقع والحكم عليه.

3.       المعومات السابقة عن الواقع لا تكون موجودة من خلال الإحساس بهذا الواقع، ولو كانت موجودة في ذات الواقع لما احتجنا أصلا إلى معلومات سابقة للقيام بعملية التفكير.

4.       أما كيف: فإنه من الواضح أن التفكير والمفكر بحاجة لتلقي هذه المعلومات من غيره للحصول على معاني تساعد في تفسير وفهم الواقع، ويتلقاها الإنسان ممن حوله بواسطة السماع أو القراءة أو الإشارة.

5.       المعاني عن الواقع هي غير الواقع المحسوس فهي معاني توجد في الأذهان، فإذا كانت في ذهن المفكر، ربطها بالواقع ففسرها وحكم عليها، وإذا لم تتوفر لديه هذه المعاني فوجب أن يتلقاها من غيره.

6.       الطريقة المعتادة لتلقي المعلومات السابقة التي عند غيره تكون بوسيلة معروفة هي اللغة، فيتلقى المفكر من خلال اللغة المعاني الذهنية اللازمة للقيام بتفسير الوقائع المبهمة الغامضة.

7.       أما لماذا: فلأن المعلومات السابقة المتعلقة بالواقع يتم الحصول عليها من خارج هذا الواقع المحسوس. ولا يمكن أن توجد في ذات الواقع بحيث يتم الحصول عليها بالإحساس والتجربة والمشاهدة لأنها ليست موجودة في الواقع، بل هي معاني توجد في ذهن المفكرين، ولا يجدها مخزونة في جزء من هذا الواقع.

8.       أما ما يجده الإنسان في الواقع فهو ما يحسه بحواسه بذات الأشياء وصفاتها فهي توجد معرفة حسية أو تمييزية للأشياء (انطباعات)، ولا تعطي الواقع المحسوس معرفة علمية فكرية كمعلومات سابقة لازمة للقيام بعملية التفكير.

9.       المعلومات السابقة التي تتشكل من المعاني الذهنية في الدماغ هي نماذج فكرية معروفة سابقا لدى الدماغ يقوم من خلالها بتحديد هوية الشيء المحسوس.

10.   يحتاج الدماغ إلى تكوين نماذج فكرية للأشياء لينتج معنى يعرف به كل كيان جديد ويعطيه هوية جديدة.

11.   الهوِّية تتشكل عندما يسمي الدماغ الأشياء بتحديد أجزاء معينة وربطها معا وإعطائها وصفا كيانيا أي هوية خاصة (اسم جديد).

12.   يميز الدماغ بين الكيانات المختلفة من خلال تجريد معاني مشتركة ومختلفة بينها ويحاول تكوين نماذج فكرية مجردة يختزنها في الذاكرة.

13.   تتم عملية تحديد هوية الأشياء من خلال قيام الدماغ بعملية تبويب وتصنيف لها حسب المعاني العامة المشتركة بين الأشياء.

14.   المعاني العامة المشتركة بين الأشياء هي مسميات ذهنية معينة قد تتعلق بالصفات والخواص كالشكل أو اللون أو الثقل أو الرطوبة أو الحرارة أو قد تتعلق باللوازم أو الارتباطات بالظروف المحيطة أو الشروط اللازمة لوجود الأشياء أو قد تتعلق بماضي الأشياء وبعملية تغيرهذه الأشياء وانتقالها من حال إلى حال جديد في المستقبل وغير ذلك.

15.   معاني الأشياء هي ارتباط ذهني في الدماغ بين اسم الشيء ومسماه بحيث يشكل ذلك نموذجا فكريا مخزونا في الدماغ.

16.   بما أن المعنى يتعلق باسم الشيء واسم مسماه، وهذا الاسم والمسمى لا يمكن أن يوجد لا في الواقع ولا في الدماغ ابتداء، كان لا بد من الحصول عليه بالتعلم والتلقي من الغير. وبدون ذلك فلا وجود لمعاني ذهنية ولا لمعلومات سابقة عن الواقع.

17.   المعنى الذهني المشترك بين الأشياء هو اساس عملية الربط الفكري في الدماغ وهو أساس التشبيه والقياس العقلي، فمسمى الحرق مثلا يرتبط بالحرق المتولد من النار الناتجة من احتراق الخشب والفحم والبنزين والسولار والكاز والغاز والفحم الحجري إلخ ، فلو ادركنا احتراق الخشب يمكننا استخدام معنى الحرق من خلال مادة أخرى تحمل نفس المسمى أي نفس المعنى كالغاز والبنزين ويمكننا تغيير الواقع مستقبلا بتصور التأثير الذي يحدث في صفات الأشياء من خلال استخدام معنى الحرق.

هذه النقاط المذكورة أعلاه هي ما أراه الآن مناسبا لفهم موضوع المعلومات السابقة وعلاقتها بالتفكير

ويمكننا من خلال النقاش والحوار التحسين التطوير والزيادة عليها بما يتناسب مع أهمية الموضوع.

والله تعالى أعلى وأعلم
الرابط في منتدى العقاب كما يلي:
http://www.alokab.com/forum/index.php?showtopic=1830&#entry11096

هناك تعليق واحد:

شكرا لك على التعليق