الأربعاء، 24 أبريل 2013

اقتصاد: أبحاث القيمة والثمن (2)

اقتصاد: أبحاث القيمة والثمن (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أفضل الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد،

لاحقا لما ذكرناه سابقا حول مسألة القيمة والثمن، والفرق بين القيمة عند المسلمين وعند الرأسماليين ومدى تأثير الندرة من عدمه... لماذا القيمة ثابتة والثمن متغير؟

وكون البحث صار إلى تحديد معنى القيمة، فقد وردني من أحد الإخوة فيما يتعلق بهذا الموضوع التالي:

1.        القيمة هي اساس الثروة والثروة هي اساس الاقتصاد (سواء علم الاقتصاد او نظامه) لذلك فهذا من اهم ابحاث الاقتصاد واخذت ما اخذت من جدال بين الاقتصاديين

2.       عليه وجب ان تكون القيمة مضبوطة وان تكون ثابتة ليصلح البناء عليها اقتصاديا

3.       القيمة شيء متعلق بالشيء ذاته وهي غير نسبية كما هو عند الرأسماليين..

4.       يأتي اللبس عند بعضنا لادخالنا (مع ملاحظة عامل الندرة) ... فاعتبار الندرة من مقومات تقدير القيمة يجعلها نسبية تتغير بتغير العرض والطلب. وهذا فهم غير دقيق. فعامل الندرة يلحظ ولا يدخل في تقدير القيمة وهنا مربط الفرس.

5.       مثال: قيمة الماء: مقدار ما فيه من منافع ولنقل منفعة 1 و2 و3و4 وهذا لا يتغير سواء كان الماء نادرا او غير نادر.. ملاحظة عامل الندرة تأتي في علاقة الانسان بهذه السلعة في حين ندرتها ووفرتها.  فمنافع الماء هي هي في الحالتين، ولكن حرص الناس عليها في حال ندرتها اكثر.. ولكنه لا يزيد في المنفعة او يقلل منها...

كيف نقول ان ملاحظة عامل الندرة لا يجعل من القيمة نسبية؟؟

الجواب بسيط: النسبية تعني تغير القيمة من شخص لشخص ومن وقت لاخر.. ولكن لو كان الماء شحيحا عند البوذي، فهل يحرص عليه اكثر من حرص المسلم او أكثر من حرص الرأسمالي؟؟ الجواب: لا. وهذا يعني ان ندرة السلعة تجعلها أهم عند الجميع على حد سواء.. فهي ليست نسبية.. وتكون نسبية إذا ما كانت ندرة الماء لا تجعلها اهم عند فلان وتجعلها اهم عند آخر في نفس الظروف، كما هو الحال في فهم القيمة عند الرأسماليين. ا. هـ.


وأود أن أضيف إلى أن تعريفنا للقيمة بأنها: "مقدار ما في الشيء من منفعة مع ملاحظة عامل الندرة"،
 
إلى أن المنفعة يدخل فيها عاملان هما:

الأول: المزايا التي في الشيء والتي تجعله نافعا ومناسبا للإشباع

والثاني: الرغبة في الشيء

أما العامل الثالث في تحديد القيمة فهو:   عامل الندرة
أما المزايا فهي لا تختلف من إنسان لآخر بل هي ثابتة في نفس الشيء ، ,أما الرغبة فإنها تختلف وفق ميزان الحسن والقبح أو الخير والشر أو الحلال والحرام
فالمسلم مثلا لا يرغب في الخمر والحشيش والخنزير لكونها حراما، وبالتالي فلا قيمة لها عنده، بعكس الكافر بالرغم مما قد يبدو للكافر من مزايا فيها.

من جهة أخرى نلاحظ أيضا أن قيمة الهواء الذي نتنفسه تساوي الصفر تقريبا بالرغم من مزاياه ورغبة الناس العالية جدا فيه، والسبب الذي يفسر لنا قلة قيمته، يعود إلى إدخالنا عامل الندرة في التعريف حيث أن توفرهذا الشيء (الهواء) لكل إنسان وتجاوز ذلك حد الوفرة بأضعاف أضعاف حاجتنا منه، بشكل لا يجعل الصراع عليه موجودا أو ممكنا مما يؤثر في قيمته مما يجعله تافها.

ولنأخذ مثلا آخر لأهمية عامل الندرة في القيمة عند لحظات معينة، حيث نقرأ ونسمع عن قصة العالم المسلم الذي حضر عند هارون الرشيد وسأله الخليفة أن يعظه، فقال له العالم -بما معناه- ماذا تدفع يا أمير المؤمنين إذا حبس عنك كوب الماء هذا؟ فرد الخليفة نصف ما أملك!! فقال له العالم: وماذا تدفع إذا حبس هذا الماء في جسمك ولم تستطع إخراجه؟ فرد هارون الرشيد: أدفع النصف الآخر!
فقال العالم للخليفة: عجبا لملك أو ما قيمة ملك لا يساوي كوب ماء تشربه أو يحبس في جوفك!!!


وهذا المثال يدل على أن قيمة الشيء (كوب الماء) يساوي نصف ملك هارون الرشيد في حالة فقدانه، مما يدل على أهمية عامل الندرة في تحديد قيمة الأشياء إذا كان الشيء غير متوفر أي تحت حد الندرة بكثير.


أرجو أن يكون الموضوع قد اتضح بالنسبة لتعريفنا للقيمة ومعنى ملاحظة عامل الندرة وتحديد حدي الندرة والوفرة وعلاقتهما بالقيمة
والحمد لله الذي هدانا للحق والطريق المستقيم


وعليه التكلان وبه نستعين
الرابط:
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لك على التعليق