الثلاثاء، 31 يوليو 2012

طريقة التفكير المنتجة

طريقة التفكير المنتجة

ذكرت طريقة التفكير المنتجة في مقدمة كتاب النظام الاقتصادي في الإسلام قي معرض الحديث عن الثروة التي يتسلمها الجيل من سلفه.  واعتبر الشيخ العلامة المرحوم تقي الدين رحمة الله عليه أن أعظم ثروة ليست هي الثروة المادية ولا الثروات الهائلة في باطن الأرض ولكن الثروة الفكرية. ذلك أن التاريخ أثبت لنا، وما زال يثبت أن أصحاب الثروات المادية ممن هم فاقدي أية طريقة تفكير منتجة سرعان ما يستنفدون ما في أيديهم من ثروة مادية ويعودون إلى الفقر من جديد وهذا ما هو حاصل للبلاد الإسلامية .
فمع وجود الثروات النقطية الهائلة، الا ان مجموع إنتاج الدول العربية مجتمعة لا يصل إلى إنتاج دولة أوروبية واحدة تعتبر فقيرة هناك كأسبانيا، والسبب كما هو واضح وجود أو فقدان طريقة منتجة للتفكير. وقد قال الشاعر قديما: العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم.


ولكن تقفز حزمة اسئلة فورا الى الذهن مفادها:

  • ماذا يقصد بهذا المصطلح "طريقة التفكير المنتجة"؟ وتنتج ماذا؟
  • ما علاقة الطريقة العقلية والطريقة العلمية  بطريقة التفكير المنتجة؟
  • ما علاقة طريقة التفكير المنتجة بالفكر العميق وما علاقتها بالفكر المستنير؟
  • هل هذه الطريقة خاصة بالافراد فيوصف بها الافراد بان عندهم طريقة تفكير منتجة ام هي صفة يمكن اطلاقها على الامة او على حزب فيها؟ ؟
  • كيف نحكم على شخص او على امة او على شعب او على حزب بانه يمتلك طريقة تفكير منتجة؟
  • هل طريقة التفكير المنتجة خاصة بالمسلمين ام تختص بهم وبغيرهم؟
  • ما علاقة طريقة التفكير المنتجة بالاجتهاد وبالناحية التشريعية؟
  • ما علاقة طريقة التفكير المنتجة بالعلاقة السببية؟

اولا : في بناء المفهوم

بداية، لا بد من الاشارة اولا الى ان هذا المصطلح: "طريقة التفكير المنتجة" هو احد مفردات الجهاز المفاهيمي الذي لجأ اليه الشيخ الامام المرحوم ابو ابراهيم النبهاني في توصيف وتشخيص حال الامة واثناء جهده في صياغة المنظومة الفكرية التي قام عليها الحزب تاليا ضمن مخطط هندسي شديد الاحكام والوضوح لينقل الاسلام من مستوى الوجود النظري الى الواقع العملي من خلال طرحه بقالب جديد سماه البعض "الطابع الفكري للحزب" . فاول ما يلاحظ هو ان هذا المصطلح هو حكر على الحزب واحد مفاهيمه واحد مفردات جهازه المفاهيمي التي توسل به التقاط الحال وتشخيص الواقع.


يتكون المصطلح من مقطعين: الاول طريقة التفكير والثاني المنتجة كصفة لهذه الطريقة. وكان عرفت طريقة التفكير في كتاب التفكير بانها: "منهج معين في البحث يسلك للوصول الى الحقائق" . وبكلمة اخرى هي نموذج معين وفق قواعد محددة يقوم بها الانسان من اجل الحكم على الواقع وفهمه حتى يكون هذا الحكم على ذلك الواقع طبقا لما هو عليه ذلك الواقع، اي موافقا لحقيقته وعاكسا جوهره ومفسرا وجوده. ومن هذا المنطلق في تحديد وتعريف "طريقة التفكير" جاء الاختلاف والتباين بين نوعين من الوقائع التي يمكن ان يجري فيهما التفكير : احدهما المادة وصفاتها وخواصها وهذه لها ما يعرف بنموذج معين او منهج معين او ان شئت طريقة معينة في البحث بقواعد معينة اطلق عليه "الطريقة العلمية" فيما بقية الامور التي لها علاقة بالحوادث كالتاريخ والعقائد ونحوه لها بدورها منهجا معينا اخر بقواعد مختلفة وضوابط مغايرة اطلق عليها "الطريقة العقلية". ومن المهم التنويه بان هذا التفريق حاسم ويساعد كثيرا في فرز المواضيع لانه مبني على امر سبقه وهو تعريف التفكير او الادراك او العقل.


واذن، فمعنى القسم الاول من المفهوم والذي هو :"طريقة التفكير" هو منهج معين في البحث بقواعد ثابتة وضوابط محددة يسلكه الذي يقوم بعملية التفكير للوصول الى اصدار احكام على وقائع والتوصل الى الحقائق. واما المقطع الثاني من المصطلح : "المنتجة" فان الانتاج هو الوصول بهذه العملية من خلال ذلك المنهج الى النتائج المرجوة، اي الوصول الى الثمرة والتي هي الغاية من وراء اجراء عملية التفكير تلك حتى لا يكون العمل العقلي عبثا ولاخراج التخريفات والاوهام التي هي نتاج اي عملية تفكير لا تتم طبقا لضوابط التفكير وقواعده، اي لا تتم في المحسوس المدرك.


الا ان هذا التفسير لمعنى "طريقة التفكير المنتجة" من خلال الفصل بين طريقة التفكير وصفتها وهو ما تم سابقا ربما لا يكون موفقا مع فائدته تماما مثل محاولة تعريف اي مصطلح اخر مثل اصول الفقه، اذ لا بد من محاولة اعطاء المفهوم الذهني لهذا المصطلح وتحديد محتواه ووضع الاصبع عليه لبلورته، اقصد محاولة تعريف "طريقة التفكير المنتجة" بنفس المضمون والمحتوى  الذي يجب ان يتبادر الى الذهن فور سماعه.  وللتصدي لذلك يمكن القول بان تعريف "طريقة التفكير المنتجة" هو :

منهج معين في البحث يسلك لفهم الواقع القائم واطلاق الاحكام الصادقة على الوقائع والمشكلات الجارية باستخدام الطريقة العقلية بهدف الوصول الى معالجة (غاية) محددة باستخدام الوسائل والاليات والاساليب التي تنسجم مع عقيدة الذي يقوم بتلك العملية.
طريقة التفكير المنتجة هي منهج معين لفهم وتحليل وتشخيص الواقع  وفق العلاقة السببية بين متغيرات هذا الواقع حيث يتم التعرف على أسباب المشكلات، كما تتم دراسة الأولويات والبدائل لحل المشكلات  مع انتقاء الاساليب والوسائل الناجعة في العلاج الامر الذي يتطلبه توفر الكفاءات اللازمة والثروة والمعرفة الفنية والأدوات والوسائل المناسبة. فتتوجه الطاقات والجهود نحو تحقيق أهداف معينة بناء على تخطيط محكم للحاجات والاولويات والمتطلبات بناء على تفكير ذاتي تدرس فيه المشكلات


والاهم من ذلك توفر النظام والمناخ الذي يساعد على الوصول إلى الأهداف من قبل الدولة نفسها ومن قبل أفرادها وتعين الجميع على الإبداع وتبني المبدعينومن ثم يتم تبني طريقة معالجة لها مأخوذة من مبدأ الأمة وهو الإسلام، وفي طريقة التفكير. وبهذا تنتج الثروة وتتراكم ويتحقق للمجتمع الرفاهية ويبتعد عنه هاجس الفقر والدَيْن وكل ذلك بفضل وجود طريقة التفكير المنتجة في الأمة والدولة. فطريقة التفكير المنتجة هي أن يكون للتفكير ثمارا صالحة، والانتاج هنا يعني انتاج الغايات والاهداف.
فكل غاية حتى تتحقق لا بد من استخدام العقل والتفكير بالطريقة المثلى لتحقيقها وذلك بالقيام بأعمال محددة واستخدام وسائل وأساليب للتنفيذ. فإذا تم تحقيق نتائج مطابقة للهدف والغاية التي كانت متصورة في الذهن قبل القيام بالعمل يكون حينها التفكير منتجا ومثمرا. غير أن الطريقة المثلى لتحقيق الأهداف باستخدام الفكر لا يمكن أن يكون جديا ومثمرا إلا إذا كان مبنيا على قاعدة فكرية (عقيدة عقلية) وتحولت هذه القاعدة لدى صاحبها إلى قيادة فكرية ، وبكلمات أخرى لا بد أن يكون التفكير على أساس مبدأ يوجه التفكير بطريقة محددة لإنتاج وتحقيق الاهداف وفق ضوابط ومقاييس معينة وربط للأسباب بمسبباتها الصحيحة وذلك بادراك القوانين والسنن التي تربط الافعال الانسانية بالنتائج .


وتقتضي طريقة التفكير المنتجة القيام بإدراك واقع المشكلات وتحديد المشكلة المحورية بواسطة تطبيق قاعدة العلاقة السببية من خلال إدراك المسببات (نتائج المشكلة) أولا ثم البحث المستنير عن أسبابها ثم الانتقال إلى تحديد الأهداف وتطبيق قاعدة السببية في الوصول إلى المعالجات وقياس المعالجات إلى القاعدة الفكرية ووجهة النظر عن الحياة لاختيار المعالجة الصحيحة وتحديد طريقة تنفيذ العلاج واختيار الوسائل والأساليب اللازمة للقيام بالأعمال وذلك باستخدام الفكر المستنير، ومن ثم القيام بالمتابعة اللازمة أثناء التنفيذ لإدراك الخطوة التالية حسب الخطط المرسومة واتخاذ الإجراءات الملائمة في حالات ضعف الأداء أو الانحراف عن الأهداف, حتى الوصول إلى تحقيق الغايات والنتائج المرجوة.

ثانيا: علاقة الطريقة العقلية والطريقة العلمية  بطريقة التفكير المنتجة

لا يوجد علاقة بين الطريقة العلمية وبين طريقة التفكير المنتجة، فطريقة التفكير المنتجة مبنية تماما على الطريقة العقلية، بل هي مجرد تطبيق للطريقة العقلية في التفكير. واساس ذلك هو ان طريقة التفكير المنتجة تبحث في المشكلات الانسانية والمستجدات البشرية والوقائع اليومية لمفردات الحياة للناس لتشخيصها بهدف الوصول الى حلول لها مبنية على قاعدة العقيدة حتى لا تخالف الحلول النظام المنبثق عن تلك العقيدة. فلا تختص طريقة التفكير المنتجة بالمواد وخصائصها. ان الخليفة الفاروق عمر ابن الخطاب، مثلا، عندما وجدت مشكلة عدم "وجود سيولة بايدي الرعية" حلل المشكلة فاصدر اوراقا كانت بمثابة صك دين ليتبادل الناس تلك الصكوك مقابل السلع والخدمات والتي عادت اخيرا اي الصكوك الى بيت المال. هذا مثال رائع على استخدام طريقة التفكير المنتجة في حل المستجدات ومواجهة الملمات والمشكلات. اما تلك الصكوك او القطوط وصناعتها ونوع الحبر الذي كتبت به والتواقيع ومنع التزوير فيها وكيفية اصدارها وشكلها فهو خارج الموضوع. وكذا الحال في فتح القسطنطينية حيث لا يرد بالبال انواع الادوات والاسلحة التي استخدمها محمد الفاتح، وهلم جرا.


ثالثا: علاقة طريقة التفكير المنتجة بالفكر العميق وما علاقتها بالفكر المستنير

من خلال تعريف الفكر المستنير، فان من المحسوم به ارتباط طريقة التفكير المنتجة بالفكر المستنير لان العمق فيها لا يكفي الى الوصول الى النتائج الصادقة، كما ان عمق التفكير لا يسد حاجة "طريقة التفكير المنتجة" الى البحث في المشكلة وملابساتها وعلائقها وارتباطاتها ومحيطها واثارها القريبة والبعيدة والتي هي من اركان الفكر المستنير . فطريقة التفكير المنتجة ملتحمة صميميا مع الفكر المستنير لان الاستنارة هي مقتضياتها وشرطها.


رابعا: فردية طريقة التفكير المنتجة وجماعيتها

ان طريقة التفكير المنتجة هي منهج في البحث بمواصفات وقواعد محددة. وعليه، فان اية جهة تفكر بناء على تلك القواعد والضوابط فانها تكون بذلك قد حازت على طريقة التفكير المنتجة واكتسبتها سواء كانت هذه الجهة فردا او جماعة او شعب او امة. بيد ان من الاهمية بمكان الاشارة الى ان هذه الصفة لا توصف بها جهة كأن تقول ان فلانا من الناس او جماعة كذا او امة كذا تمتلك طريقة تفكير منتجة هكذا جزافا او حتى لان ذلك الفرد او الجماعة او الامة قد وجدت لديهم تلك الطريقة مرة او حتى مرات. والمقصود ان "طريقة التفكير المنتجة كـ "صفة" او كـ "شهادة" لا تعطى الا لمن ثبتت لديه هذه الطريقة واصبحت ملكة لديه فيكون بمعظم سلوكه يرتبط ويتبنى هذا المنهج. وبكلمة اخرى، فيجب ان يستخدم الفرد او الجماعة او الامة هذه المنهج في مرارا وتكرارا في حياته اليومية فيتصدى للمستجدات والمشكلات باستمرار من خلال طريقة التفكير المنتجة ويتقيد بقواعدها وضوابطها دائما حتى تصبح سجية منم سجاياه، وعند ذلك فقط يمكن ان نطلق عليه بانه يمتاز بطريقة التفكير المنتجة.


فمثلا: من يريد بناء بيت صغير فيقوم بوضع المخطط الهندسي له, ثم يحسب ما سيجابهه أثناء البناء وبعد البناء فيحضر كافة الأوراق الثبوتية والمستندات واللوازم كتمديد الكهرباء والماء, ومن ثم الاتفاق مع مقاول إلى غير ذلك من الأعمال حتى معرفة جيرانه وكيف سيتعامل معهم. كما تبنى الحزب هذا المنهج حينما درس مشكلة المسلمين وحدد الغاية له بانها استئناف الحياة الاسلامية, وووضح طريقته, وتبنى من الأفكار والآراء والأحكام ما يبين كيان الدولة وأجهزتها والنظم التي تقوم عليها كنظام الحكم والاقتصاد والاجتماع وعلاقة الأمة بغيرها من الأمم. لذلك وضع الحزب كتاب نظام الإسلام ووضع كتاب النظام الاقتصادي وكتاب النظام الاجتماعي وكتاب نظام الحكم وكتاب مقدمة الدستور…. وغيرها من الكتب.وقد غلب على كتب الحزب هذه السمة (الطابع الفكري) بشكل ظاهر وتعد هذه الريادة في للحزب ولم يسبقه أي تكتل في ذلك.


ويلاحظ ان وجود الافراد النابهين الذين يمتلكون هذه "النعمة" و" الخاصية" والتي هي طريقة التفكير المنتجة يمكن ان يكونوا النقطة التي تحرك "بركة" الامة. الا ان وجود جماعة تتبنى هذه الطريقة وتلتزمها لتكون اكثر فاعلية في التأثير في المجتمع بصفتها كيانا فاعلا وبصفة المجتمع كيانا منفعلا. ولا بد من المران والتدريب والتكرار والدربى حتى تمتلم الجماعة كلها والمجتمع برمته هذه الصفة بان يكون لديها طريقة تفكير منتجة. ويجدر التحذير بان امتلاك طريقة التفكير المنتجة في وقت عند جهة ما (فرد او جماعة او امة) لا يعني الركون والقول الى ان طريقة التفكير المنتجة موجودة وكفى الله المؤمنين شر القتال، بل يمكن لمستوى ومدى ومنسوب طريقة التفكير لدى الفرد والجماعة والامة ان يتذبذب قوة وضعفا بين وقت واخر، والنتيجة الاهم هي انه لا سبيل الا الاصرار على استخدام هذه الطريقة مهما بلغت الصعوبات لتصبح ديدن الافراد والجماعات والامة.


ان طريقة التفكير المنتجة ليست خاصة بقوم معين او امة خاصة، بل هي ملك لكل من التزم بحيثياتها وقواعدها ونواظمها وضوابطها كائنا من يكون. وبالرغم من ذلك، فان النصوص الشرعية الاسلامية التي اكدت على السنن التاريخية والعلاقات السببية وربط الاسباب بمسبباتها ونحوه لتبعث "طريقة التفكير المنتجة" في المسلمين بشكل اقوى من غيرهم لولا الضعف الشديد الذي طرأ على الاذهان في فهم الاسلام.

خامسا: علاقة طريقة التفكير المنتجة بالاجتهاد وبالناحية التشريعية

لا تتناظر طريقة التفكير المنتجة مع الاجتهاد، فهما ليسا شيئا واحدا، وان كانت طريقة التفكير المنتجة تحتاج الى الاجتهاد خاصة في اقتراح البدائل واختيار الحلول. صحيح ان الاجتهاد من حيث كونه اعطاء الحكم الشرعي في الوقائع المستجدة والنوازل المستحدثة يقوم على تشخيص الواقع المبحوث والمشكلة التي تكون مبسوطة على طاولة البحث شأن الاجتهاد في هذا شأن طريقة التفكير المنتجة، وصحيح ايضا ان اعطاء الحكم الشرعي والوصول اليه جزء اصيل في الجهتين طريقة التفكير المنتجة والاجتهاد سواء بسواء، ومع ذلك كله، فان طريقة التفكير المنتجة اشمل واعم من الاجتهاد ولو ان الاجتهاد ركن اصيل فيها. فان يقوم مجتهد ما باعطاء الحكم الشرعي في الصلاة على القمر او بالاستنساخ مثلا لا علاقة له بطريقة التفكير المنتجة حسب ما المعنا اليه سابقا.


سادسا: طريقة التفكير المنتجة والعلاقة السببية  

اتضح ان "العلاقة السببية" هي ذات أهمية خاصة في طريقة التفكير المنتجة، فكان لا بد من البحث والتعمق فيها لبلورتها بشكل واضح يعطي الآلية الملائمة لكيفية تطبيق طريقة التفكير المنتجة. وبالتالي فلا بد من بحث جاد في السببية في أسسها الفكرية التي تقوم عليها ومن ثم تناول تطبيقاتها في الحياة العملية من خلال الأعمال السببية التي تتناول مسألة الدوافع والأهداف والنتائج. فكل عمل سببي إنساني يجب أن تكتمل فيه العناصر التالية:

1-  دوافع 2- أهداف 3- نتائج 4- شرعية الفعل 5- طريقة تنفيذ 6- خطة 7- أسلوب ووسيلة
ودافع العمل هو الطاقة السببية المحركة له ويراد منه تحقيق نتائج وثمار معينة تكون متصورة في ذهن الفاعل قبل إقدامه على الفعل وهي الأهداف، والعلاقة بين السبب وهو العمل الإنساني وبين المسبَّب وهو النتيجة المراد تحقيقها هي علاقة سببية سواء أكان هذا الفعل فرديا أم جماعيا.


 والعلاقة السببية تجري وفق قوانين وسنن محددة وضعها الله وقدرها في جميع الأشياء وتخضع لها الحياة البشرية جبرا عنها، فلا بد للمسلم عند إرادته القيام بعمل معين أن يدرك الدافع له ليستطيع مقدار ومستوى الطاقة السببية المطلوبة لتحريك العمل لتكون النتيجة المطلوبة متلائمة مع الهدف، وحتى يصل المسلم إلى هدفه يجب عليه إدراك العلاقة السببية بين الهدف والنتيجة وذلك بتحديد الفعل السببي المؤدي إلى إحداث المسبب وهو النتيجة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لك على التعليق