الثلاثاء، 31 يوليو 2012

الفطرة

الفطرة


الفطرة تأتي بمعاني مختلفة منها:

·        الفطرة بمعنى شعور الإنسان بعجزه واحتياجه إلى قوة كبرى تعينه أي إلى الخالق المدبر، أو هي بمعنى التوحيد

·        الفطرة بمعنى الخلقة والجبلة وهي تعني جميع ما خلق عليه الإنسان من غرائز وحاجات وطبائع وعقل وحب وكره ولذة وألم.

وغالبا عندما يتعلق الأمر بالعقيدة والتدين والايمان والقاعدة الفكرية والفكرة الكلية فيقصد بها المعنى الأول أي الشعور بالحاجة إلى الخالق، والفطرة هنا آتية من إثارة غريزة التدين والتقديس التي خلقها الله في الإنسان فيتولد من إثارتها مشاعر الاحتياج للاستعانة بالقوة الكبرى والبحث عن القيام بأفعال تعبدية تشبع هذه الغريزة وتطفئ جذوة الفطرة.

وتطلق الفطرة ويقصد بها المعنى الثاني وهي لها علاقة بشعور الإنسان تجاه أشياء معينة من ناحية الحب لها أو النفور منها، فالإنسان ينفر من القتل والظلم والمشقة وينفر من الجهل والغلظة والفظاظة، ويحب العدل والنور والجمال والرحمة، كذلك فإن الإنسان مفطور ومجبول على حب الاستقرار والسكينة والهدوء والراحة وينفر من الشقاء والألم وبذل الجهد الشاق والتعب والنصب.

ولكن هذه المشاعر الفطرية يجب أن لا تحكم على الأفعال، فالتكاليف الشرعية في معظمها مشقة وتعب كالجهاد والحج والصلاة والصوم وغير ذلك، فالفطرة هنا تنفر من المشقة الناشئة عن الالتزام بالتكليف الشرعية وإن كانت هذه التكاليف مما يحبه الإنسان عادة. فلا يجب جعل هذه المشاعر هي الحاكم على الأفعال بالحسن والقبح كما ورد في بحث الحاكم والحاكمية في أصول الفقه.

ومن حهة أخرى فإن الفطرة أي شعور التدين الناشئ عن العجز كما تظهر في الحاجة إلى الإستعانة بالخالق فإنها تظهر في تدبير شؤون الحياة بنظام معين، كما ورد في كتاب نظام الإسلام في موضوع القيادة الفكرية فالفطرة تدفع الإنسان إلى اللجوء إلى الخالق والاستعانة به في تنظيم شؤون الحياة أي الحاجة إلى تشريع إلهي أي لأخذ الأحكام الشرعية من عند الله عز وجل.

هذه بعض الأفكار الهامة المتعلقة بالفطرة بشكل إجمالي بربطها بغريزة التدين، وربطها بالرغبة والنفور الذي جبل عليه الإنسان ومنها نفوره من القيام بالتكليف الشاقة، وربطها بحاجة الإنسان إلى الشريعة الربانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لك على التعليق